الثلاثاء، 10 مايو 2011

المهارات المنهجية

المهارات‮ ‬المنهجيّة

عن المهارات المنهجيّة التي لابدّ منها لكتابة المقال الفلسفي

المهارة المستهدفة: صياغة مفهوم
❊ تذكير منهجي
الاشتغال على المفاهيم مسألة منهجيّة بالأساس تمرّ بمراحل أربعة هي:
أوّلا: استدعاء تصوّر شائع ونفيه
ثانيا: اتخاذ مرجعيّة فلسفيّة لصياغة المفهوم
ثالثا: تقديم حجج على الصياغة المقترحة.
رابعا: ابراز البعد الإجرائي للمفهوم.
المثال: ما الثقافة؟
إذا كان التصوّر الشائع يعتبر الثقافة خاصيّة تُميّز بعض المجتمعات أو حتّى الأفراد عن غيرهم (المتحضّر هو المثقف بينما نقيضه هو غير المثقف).
فإنّ من الضروري نفي هذا التصوّر الشائع لأنّ هذا الموقف الذي يمرّ علينا مرّ »اللّئام« وليس الكرام ـ يجب أن ننتبه إلى ما في داخله من نفي للعقل عن المختلف والمغاير. وذلك بصبغه بصبغة سلبيّة لمجرّد أنّه ليس مثلي!
❊ ماهي المرجعيّة الممكنة لتحديد مفهوم الثقافة؟
يمكن اتخاذ الأنثربولوجيا البنيويّة لتحديد مفهوم الثقافة على نحو يجعلنا نرفض المركزيّة الثقافيّة الأوروبيّة التي هي ضرب من العنصريّة فتعريف »كلودليفي ستراوس« للثقافة: »بأنّها نمط عيش عام لمجتمع ما« يجعلنا نصوغ مفهومًا للثقافة مفتوحا يعترف بالمختلف والمغاير فلا ينفي عنه العقل، فكلّ مجتمع مهما كانت لغته وعاداته وتقاليده ومقدّساته ونمط غذائه ولباسه هو مجتمع يمتلك ثقافة، فهو مجتمع مثقّف.
الثقافة اذن هي كلّ ما أضافه الإنسان إلى الطبيعة.
❊ ما الحجج على هذا المفهوم للثقافة؟
ـ إلى جانب الحجج التاريخيّة (لكلّ شعب تاريخه) والحجج الواقعيّة لا توجد ثقافة أفضل من ثقافة أخرى فإنّ من الممكن تقديم حججٍ عقليّة منطقيّة تضع »العقل أعدل الأشياء توزّعًا بين النّاس«. وتشير إلى أنّ المجتمعات الانسانيّة لم تسْعَ إلى التماثل فيما بينها ممّا يجعلنا نستنتج معه أنّ الثقافة مجال الإعتراف بالإختلاف وليست ميدانًا للتفاضل والنفي المتبادل بين الإنسان والإنسان ومجتمع وآخر.
❊ ماهو البعد الإجرائي لمفهوم الثقافة على هذا النحو من المفهمة؟
ـ انّ مفهوم الثقافة، وفق هذه المقاربة يجعل من الثقافات الإنسانيّة تتبادل الإعتراف، وتنظر كلّ ثقافة منها إلى غيرها بأن في الاختلاف أبعادًا ولودة مبدعة.
هذا التصوّر المنفتح للثقافة يجعلنا لا ننظر إلى الاختلاف على أنّه سببا للخلاف والصراع والتناحر أو القتل. أمّا إزاء تصوّر يجعل الحوار بديلاً عن الهيمنة والاتصال بدلاً عن الإنفصال.
❊ المهارة المستهدفة: صياغة مفهوم في سياق قولة
المطلوب: حدّد دلالة الهويّة في سياق هذه القولة: »انّ الإعتراف بالاختلافات ـ الإعتراف المتبادل بالآخر في غيريّته ـ يُمكن أن يصبح أيضا علامة لهويّة مشتركة«.
التمشّيات المنهجيّة
❊ تقتضي هذه المهارة استبعاد دلالة تجعل السياق بلا معنى أو متناقضا.
❊ علينا استحضار دلالة تجعل السياق وجيهًا منطقيّا وواقعيّا.
علينا إذن أن ننظر إلى الهويّة لا كما تُفهم بشكل شائع بل أن نلتزم الدلالة الواردة في القولة وأن نقدّم حججًا عن الهويّة تكون ذات وجاهة.
❊ إذن، ما الهويّة وفق هذه القولة وفي سياقها؟
ـ ليست الهويّة هي ما يُميّز فردا ما أو شعبا ما عن غيره بل هي ما يجعلنا نقف عند حدود الإنساني لنفهم من خلاله أنّ:
ـ الإختلاف بين الهويات المتعدّدة
ـ تنوّع الهويات الفرديّة والجماعيّة
ـ كثرة الهويات الإنسانيّة
هي كلّها عوامل اثراء للإنساني في انفتاحه. وأنّ الإعتراف المتبادل بالآخر في غيريته يستوجب اقامة علاقة بيني وبين الآخر تقوم على:
ـ أن أعترف به وباختلافه
ـ أن يعترف بي وباختلافي.
ووفق ذلك نصل إلى الحديث عن مفهوم للهويّة المشتركة أي الهويّة الإنسانيّة التي تتبادل الإعتراف ولا تنفي بعضها البعض وبالتالي فإنّها تضعنا أمام تبادل الإعتراف أي المساواة بين الناس بصرف النظر عن تعدّد هوياتهم، وننفي بذلك ونستبعد عن مفهوم الهويّة ضمنيات نفي الآخر أو إلغاؤه لي أو إلغائي له.
من الجانب الواقعي فإنّ هذا التبادل للإعتراف والهويّة المشتركة يُقربنا من السلم والحوار والتسامح، كما أنّه على الصعيد المنطقي يضعنا أمام ضرورة إلتزام العقل بحق الإختلاف وواقع التعدّد الإنساني.
❊ المهارة المستهدفة
الإعتراض على موقف ببيان استيباعاته
الموقف: النمذجة هي الباراديغم.
لابد من توضيح ما يلي:
انّ الاستتباع هو ما يترتّب عن موقف معين والاعتراض على موقف ما يستوجب أن نبيّن أن ما يتضمّنه هذا الموقف يتعارض مع نظريّة أو واقع أو موقف منطقي.
❊ المهــام هي:
شرح ماذا يعني أن ننظر إلى النمذجة أنّها هي »الباراديغم«؟
ويكون ذلك بإبراز ما يلي:
انّ مفهوم النمذجة (La Modelisation) يُحيل على التصميم فكما أنّ النمذجة ليست المثال الأفلاطوني (راجع نصّ أصل النماذج لنوال مولود) فإنّها ليست »الباراديغم« وذلك نظرًا للحجج التالية:
ـ »الباراديغم« ينتمي إلى سجل الإبستيمولوجيا الوضعيّة (كوهن: سيرورة العلم وثورة العلم).
ـ »الباراديغم« هو ما يمتلكه أعضاء جماعة علميّة بشكل مشترك
ـ »الباراديغم« يفترض القطيعة والإنتقال من »باراديغم« إلى آخر.
بينما النمذجة تعتبر أنّ العلم علوم وأنّ النماذج تتعدّد وتتعايش ولا توجد قطيعة بين النماذج العلميّة المتعدّدة والمتنوّعة والمختلفة.
لذلك فإنّ اعتبار النمذجة هي »الباراديغم« ينجرّ عنه:
ـ نفي انفتاح النماذج وتعدّدها وتعايشها، على الرغم من اختلافها.
ـ يجعل من الحقيقة العلميّة واحدة تتمثّل في »الباراديغم« القائم مقابل عدم الاهتمام بكثرة النماذج في حياتنا الواقعيّة وفي المستوى المعرفي الإنساني.
ـ لذلك فإنّ علينا فهم النمذجة على أنّها نماذج متعدّدة وتصاميم متنوّعة وأشياء مصغرة سهلة الاستعمال يعاد من خلالها وفق شكل مبسّط ومصغّر انتاج خصائص شيء ذي أبعاد كبرى سواء تعلّق الأمر بمعمار أو بأداة ميكانيكيّة.
استنتاجا من ذلك نعترض على الموقف الذي ينظر إلى النمذجة وحدة وليست نماذج متعدّدة بالقول انّ النمذجة تجعل العلم منفتحا على التعدّد، فلا يوجد العلم بصيغة المفرد بل هو بصيغة الجمع دائما، ممّا ينتفي معه الحديث عن حقيقة علميّة واحدة.
الواقع الانساني والمعرفي يؤكد أنّ العلم علوم وأنّه لا توجد حقيقة واحدة في العلم، ميزة التفكير العلمي الحديث هو النسبيّة التي جعلت من العلم مجرّد برنامج للبحث عن فروض، يقول كارل بوير: »تعلمنا من انشتاين أنّ العلم يعطينا دائمًا فروض أو حدوس افتراضيّة بدلا من معرفة يقينيّة«.
أسطورة الإطار ص 231
❊ المهارة المستهدفة: استخراج ضمنية من أطروحة
الأطروحة: بقدر ما تتقدّم التقنيات يتراجع التأمّل«
المطلوب: استخراج ضمنيّة من خلال هذه القولة.
التمشيات المنهجيّة المطلوبة:
❊ فهم دلالة القولة وابراز معانيها.
❊ استكشاف الروابط المنطقيّة داخل القولة.
❊ استخراج الأبعاد الضمنيّة للأطروحة.
❊ تطبيق التمشّيات على القولة
❊ يمكن أن نفهم من هذه القولة ما يلي:
ـ أن التقنيات بما هي تحويل تطبيقي للتصميم / التصاميم (أي النماذج) التي تتحوّل من أنساق رمزيّة الى منجزات تقنيّة.
ـ أن تقدّم التقنيات يقوم على حساب التأمل الذي يتأخر ويتراجع.
ـ أن النمذجة وانجاز التقنيات كبعد تداولي للنمذجة، تجعل من الانظمة التقنية هي الهدف من ممارسة النمذجة.
ـ أن الحدّ الابستيمولوجي للنمذجة بقدر ما يضعنا أمام أنظمة تقنية متعدّدة بقدر ما يجعل من التقنية وانظمتها أداة تعيق التفكير.
وما تكشفه الروابط المنطقية لهذه الاطروحة هو التأكيد على أن هناك تناقض صارخ وواضح بين التقنية وبين التأمّل، ولذلك فإنّ الضمنيات الممكنة لهذه القولة تتمثل في التالي:
ـ التقنية لا تفكّر بل انّّها اكثر من ذلك إنّها تناقض التفكير.
ـ ان التقنية تُساهم في تأخر التأمّل بماهو ضمنيا تأكيد على فعاليّة الانسان.
ـ ان الحقيقة العلميّة أصبحت في ظلّ هيمنة التقنيات أداة نكوص وتراجع لفعل التفكير، وكأننا أمام تأخر الفعل الانساني (التأمل والتفكير كخصوصيّة انسانيّة) في مقابل تقدّم وهيمنة الأنظمة التقنيّة.











من المهارات الضروريّة للمقال الفلسفي: الإشكاليّة، الأطروحة النقيضة، الحجاج، التأليف
المهارة المطلوبة: تحويل قولة أو أطروحة إلى إشكالية
التوضيح المنهجي
الأشكلة هي روح التفلسف، والإشكالية ليست جاهزة كما السؤال، لهذا فإن صياغة الإشكالية مسألة تحتاج إلى التفكير للكشف عن الاحراجات القائمة من وراء مجرّد الاعتقاد أو التسليم بصحة الأطروحة أو القولة، كما أن الاكتفاء بمجرّد تحويل الجملة الاقرارية الى جملة استفهاميّة بشكل ميكانيكي يُعدم روح الأشكلة.
ماذا علينا أن نفعل إذن
❊ علينا البحث عن دلالة ومعنى وضمنيات القولة أو الأطروحة في مرحلة أولى.
❊ استخراج أبعادها ومراميها
❊ الانتباه الى رهاناتها واحراجاتها.
❊ استدعاء موقف أو أكثر نقيض لها يشترك معها ـ منطقيا في نفس المسألية.
المثال: إن وجود الدولة يضمن حفظ الحياة والامن والسلام.
المطلوب: حوّل هذه القولة إلى إشكالية
الإمكانيات والتمشيات المنهجيّة
تضعنا هذه القولة أمام مُسلمة أن غياب الدولة أو نفيها يؤدي الى الموت والفوضى والحرب.
ان أبعاد هذه القولة هي التأكيد على ضرورة وجود الدولة ولهذا فإن علينا أن نفهم دلالتها من جهة أنّها تعتبر وجود الدولة أمر مُسلم به ولا تطرح أي تساؤل عن امكانيّة أن يحفظ الناس حياتهم (أرواحهم) وينعموا بالأمن والسلام دون الحاجة إلى الدولة.
الدولة، وعلى النقيض من هذه القولة لنا أن نتساءل هل أن وجود الدولة (وسيادتها) أمر واجب وضروري أم بالامكان الاستغناء عن ذلك وتحقيق وضمان حق الحياة والامن والسلام؟
ان الأطروحة النقيضة لهذه القولة هي الاطروحة الفوضوية (باكونين مثلا) التي تعتبر الدولة مجزرة معمّمة وأنها لا هوت سياسي، وأن وجودها يُناقض تحقيق حق الحياة ولا يضمن الامن والسلام.
ان ادراك الاطروحة النقيضة يُمكننا من صياغة الاشكالية على نحو يكشف الاحراجات القائمة ضمنيّا في القولة لهذا من الممكن صياغة الاشكالية على النحو التالي:
هل أن وجود الدولة يضمن للمجتمع حق الحياة والامن والسلام أمّ أنّها تمثل سلبا لهذا الحق؟
علينا الانتباه الى أن الاشكلة تضعنا أمام توتّر أن تكون الدولة ووجودها ضمانا لحق الحياة والسلام والامن وبين ان تتحول هي نفسها الى أداة نفي لهذا الامر.
اذ احراجات القولة التي حوّلناها الى اشكاليّة تتمثل في:
ـ وجود الدولة وسيادتها على المجتمع يتناقض مع سيادة المواطنة.
ـ حصر الغايّة من وجود الدولة في حفظ الحياة والأمن والسلام يجعلنا في نقيض ذلك ننظر الى الشعب الذي تحكمه وتوفّر له حق الحياة والامن والسلام مجموعة من الرعايا وليسوا مواطنين.
ـ رهانات القولة: سيادة الدولة.
ـ رهانات الاطروحة النقيضة سيادة المواطنة يتضح التوتر عبر حُسن صياغة الرهانات وتفكيك مُحكم للمعاني المؤكدة والمناقضة.
❊ ملاحظة:
لأنّ الأشكلة هي »سمة حكم أو قضيّة قد تكون صحيحة (ربّما تكون حقيقية) لكن الذي يتحدّث لا يُؤكدها صراحة.. الاشكالي هو المشكوك في أمره« كما ورد في معجم »لا لاند« (A. lalande ) فإنّه من غير المقبول مُجرّد تقديم صيغة إمية (إمّا... أو...) فقط في صياغة الاشكالية فإن بإمكاننا البحث في الخروج من الثنائية نحو موقف أو مواقف أخرى نضعها موضع تساؤل للتخلص منطقيا وللتجاوز معرفيا ان الاشكلة هي روح المقال الفلسفي اذ استقامت، استقام كلّ المقال!
❊ الاطروحة النقيضة
هذه المهارة تستوجب تمشيات معرفية ومنهجيّة في سلّم أولوياتها التمكّن من المحاور وعناصرها والتوصل الى صياغة أطروحة نقيضة لأطروحة مقترحة ليست عملية تحويل السلب ايجابا ولا التأكيد نفيّا،كما يذهب الى ذلك عديد المترشحين، بل هي فعل منطقي يقوم على بناء مُحكم للمطلوب.
❊ المثال المقترح
قدّم أطروحة نقيضة لهذه الأطروحة »ان النموذج الذي تمّ إثبات صلاحيته ليس الاّ مُقاربة من بين مُقاربات أخرى
❊ ما المطلوب منهجيّا؟
لابد من الالتزام بالتمشيات المنهجية التالية:
ـ على المستوى المنطقي: لنفهم أن النمذجة ليست هي النظرة للعلم على أنه ثابت ونهائي ممّا يفترض القطيعة مع ما سبقه أي ما ليس العلم.
ـ لابد من الانتباه الى أن دلالة القولة تضعنا أمام أن اثبات الصلاحية لنموذج ما ليس أمرا قاطعا للجزم بالتفريق بين العلم واللاعلم.
ـ أن الصلاحيّة نسبيّة فهي مُجرّد رؤية من بين رؤى أخرى للواقع ومقاربة له ولتعقيده وتركيبه فهي لا تنفي امكانية وجود رؤى أخرى ومقاربات وقراءات متعدّدة.
❊ كيف نتوصل الى استخراج الاطروحة النقيضة؟
الانتباه الى ضمنيات القولة (العلم علوم) والصلاحيّة ليست حاسمة أو مغلقة أو نهائيّة.
ولذلك فإنّ نقيض ذلك هو البحث عن الحقيقة العلميّة الواحدة وليست المقاربة من بين المقاربات الأخرى.
❊ لابد من الانتباه الى أن النمذجة العلميّة جعلتنا نشهد استبدال الحقيقة بالصلاحيّة: »النمذجة لا تهتم بالحقيقة بل تهتم بالفعل« كما يقول »نيكولا بولو«.
❊ ان دلالة الصلاحية يتوسّع في القولة ليشمل النجاعة، فماهو صالح لنا هو الناجع والأكثر فعّالية في ضمن دائرة حاجياتنا.
❊ ان الربط بين النموذج وبين الصلاحيّة يتضمن تنزيل النمذجة في سياق اجتماعي لكونها أداة لتحقيق المصالح الاجتماعية ولا نبحث عن الصرامة والدقة النظرية.
❊ مهارة الحجّاج على صحّة / صدق موقف أو أطروحة
توضيح أساسي
❊ ان الحجاج أسلوب في القول يهدف الى الاقناع برأي أو موقف بتوسل جملة من الحجج المدعمة بأمثلة.
❊ لا يوجد أسلوب واحد لبناء الحجاج بل ان الحجاج عمليّة منطقيّة تعتمد أساليب متعددة كالدحض أو المماثلة أو البرهنة بالخلف أو غيرها من الأساليب التي تسعى الى تأكيد صحة الموقف.
❊ المثال المقترح: ان حوار الحضارات يُساعدنا على أن ننفتح على الآخر
المطلوب: قدّم حجة لتأكيد هذه الأطروحة.
ماهي التمشيات المنهجيّة المطلوبة؟
علينا اتباع التمشيات التاليّة:
❊ استخراج دلالة القولة
❊ تؤكد القولة على أن حوار الحضارات تساعدنا على الانفتاح على الآخر.
❊ تضعنا هذه القولة أمام مفهوم الحوار باعتباره مساعدًا على الانفتاح على الآخر.
❊ المفهومان الأساسيان في القولة هما: الحوار والآخر.
❊ علينا التوقف عند دلالة هذين المفهومين فالحوار بين الثقافات / الحضارات لا يعني مجرّد اللّقاء الشكلي بين أفراد ينتمون الى حضارات مختلفة ضمن مناسبات (ندوات، مؤتمرات، الجمعية العامة للأمم المتحدة...) فما الحوار بين الثقافات أو الحضارات؟
دلالة الحوار ـ وفق العقلانيّة النقديّة لكانط ـ تضعنا أمام دلالة الحق »الكوسموبو ليتيك« (الحق الكوني الذي للانسان بوصفه مواطنا عالميّا).
ان الحوار بين الحضارات هو حلّ لمشكلة (واقع) العنف والحرب بين الحضارات فالآخر الذي نتحاور معه ونقيم معه حوارا نقبل بالتالي أن يكون فهمنا له أنه المختلف عنّا ولكن هذا الاختلاف لا يُمكن أن يؤدي الى العداوة والبغضاء وتبادل العنف أو انشاء الحروب لتدمير الآخر في الظاهر ولكنه تدمير للجميع في واقع الأمر.
نقيض الحوار والانفتاح والقبول بالتعايش بين الحضارات هو السقوط في »المذبحة المعممة التي هي الحرب« كما يقول »غاندي«.
❊ الحجج الممكنة على ضرورة حوار الحضارات والانفتاح على الآخر
❊ حججا عقليّة تتمثل في:
ـ ان غاب الحوار بما هو تبادل للاعتراف وقُبول بالتعايش فإن النتيجة الممكنة هي العنصرية والانغلاق والحروب.
ـ ان العنف ان حدث وتمثل في الحروب فإن ضحاياه هم الجميع (كلّ الحضارات).
❊ ان ضمنيّة الدعوة الى الحوار هي الاقرار بمساواة البشر لكل الحضارات، فالآخر المختلف عنا ثقافيا نكتشفه ويكتشفنا من خلال اقامة حوار معه.
ـ من الممكن التأكيد على أن الحوار (شكل من أشكال المعرفة) في حين أن غياب الحوار (تكريس للجهل) ممّا يؤدي الى العداء والحروب والرفض المتبادل بين الحضارات.
كما يمكن الحديث عن حجج واقعيّة من بينها:
❊ الانفتاح على الآخر هو ضرورة انسانية لكلّ الحضارات
❊ الحوار إلتزام بالانسانية يُحقق لنا مطلب الكلي أو على الاقل يُقربنا من تحقيق هذا المطلب.
كما يمكن تقديم الحجج التاريخية التالية:
ـ تاريخ الانسانيّة هو من وجهة نظر ما، هو تاريخ تبادل التجارب والتراكمات المعرفية.
❊ ان أهمّ ما قدّمته البحوث الأنثربولوجيّة كما يقول »كلود ليفي ستراس«: »ان كلّ الانسانية ساهمت ولو بدرجات متفاوتة في الحضارة الانسانية«.
المهارة المستهدفة: التأليف ملاحظات أساسيّة
❊ هذه المهارة هي مهارة تعتبر بمثابة التتويج لمهارات منهجيّة أخرى ضرورية تعرضنا لها، مثل الأشكلة، المفهمة، الحجاج، ابراز الدلالة، صياغة أطروحة بوضوح ودقة.
❊ هذه المهارة تستوجب انجاز بُعدين هما:
أ/ عمل تحضيري، لتفكيك وتحليل المطلوب مفهوميّا ومنهجيّا.
ب/ عمل تخطيطي، لابراز ما يجب اعداده لانجاز التحرير بعد ذلك.
❊ تنقسم هذه المهارة الى عناصر ثلاثة هي:
أ/ بناء مشكل (مقدّمة) تتضمّن.
ـ دواعي الاهتمام بالمسألة ـ السؤال
ـ قيمة المشكل المطروح
ـ استخلاص إشكاليّة فلسفيّة وصياغتها بوضوح ودقة.
ب/ مرحلة بناء الجواب (بلورة الموقف) وهو عنصر يُسمى كذلك الجوهر ويتضمّن:
ـ دلالة الموقف
ـ الاشتغال على الحجاج (راجع الحجاج).
ـ توضيح دلالة المفهوم (راجع مهارة المفهمة).
ـ ابراز الأبعاد المتصلة بالاطروحة المقدّمة أو المؤكدة.
ـ التوقف عند الحدود وابراز جوانب من حدود وجاهة موقف ما.
ـ اقتراح موقف نقيض وابراز وجاهته.
ج/ مرحلة استخلاص موقف (الخاتمة) مع الاشارة الى قيمته.
❊ المثال المقترح: هل العولمة انسانيّة؟
مرحلة بناء المشكل: يمكن اعتماد المبررات التاليّة (أو أحدها) لتبرير الاهتمام بمسألة العولمة من جهة ومسألة الانسانيّة من جهة أخرى وذلك وفق احدى الامكانيات التاليّة:
ـ ما تمثله الانسانيّة من أهميّة في التفكير الفلسفي (سؤال ما الانساني وقيمته بالنسبة لنا جميعا).
ـ خطورة وأهميّة العولمة في واقعنا الانساني اليوم.
ـ تزايد الاهتمام بالحديث عن العولمة وامكانية ان تكون انسانية أو أنها ضد الانسانيّة ونقيض يُهددها!
❊ ابراز قيمة مفهومي العولمة والانسانية وذلك بالتأكيد على ان العولمة من انتاج الانسانية أو أنها احدى نتائجها، كما أن هناك ترحيبا من قبل البعض بالعولمة أو رفضا من قبل آخرين لها.
ـ التساؤل دلالة العولمة؟
أبعاد العولمة؟ وحدود العولمة بالاشارة الى أن التحوّلات التي شهدها العالم اليوم جعلت »الأرض تتحوّل الى قريّة صغيرة« فالعولمة واقعا وفكرا مجال اهتمام وتوتر واحراج يستوجب التفكير فيه والتساؤل بشأنه تحديدا لدلالة هذه العولمة؟
وهل يُمكن اعتبارها انسانية أم أنّها مناقضة للانسانية؟ وهل في التناقض بين الانسانية والعولمة ما يدفعنا الى التساؤل عن حدود هذا التناقض؟
❊ مرحلة بلورة الجواب (الجوهر).
ما دلالة أن نعتبر العولمة انسانيّة:
ـ ابراز دلالة العولمة على نحو ما حققته الثورة الاتصالية المعاصرة من مكاسب شملت كل مجالات الحياة الانسانية (سرعة التنقل، سهولة الاتصال، تبادل المعلومات، تدفق المعرفة...)
يُمكن التوقف عند مواقف الليبراليين الجدد (فوكوياما، مثلا أو هنتغتون...)
ـ ارتباط دلالة العولمة ضمن هذا التصوّر كمرحلة أخيرة ونهائية تتوّج مسار الانسانيّة التي تجاوزت الصراع بين الطبقات وبين الحضارات نحو أفق التقاء كلّ الناس (الانسانيّة) في فضاء اتصالي واحد.
ـ تقديم حجج على المزاعم بأن العولمة انسانيّة وذلك بصياغة دلالة للانسانيّة تتمثل في الحديث عن ثقافة عالميّة واقتصاد عالمي ومواطن عالمي.
ـ ابراز حدود الموقف المؤيد للعولمة بابراز أن العولمة »امبراطورية الفوضى« ـ كما يقول سمير أمين، وانها ليست حلاّ للانسانيّة بل هي حلّ لرأس المال.
ـ ابراز وجاهة الموقف الذي ينعت العولمة باللاانسانيّ من خلال القول أن العولمة تقوم على تفكيك ثلاثي الابعاد: دولة الرفاه في الشمال ودولة العمّال في الشرق ودولة التنمية في الجنوب.
ـ يُمكن الاشارة الى أن العولمة تضعنا أمام مزيد من الاخضاع للدول / الشعوب المجتمعات، »المتخلفة«.
ـ يُمكن ابراز التمييز بين العولمة وبين الكونيّة (بودريار) الذي يرفض التشابه الخادع بين العالمي وبين الكوني ويؤكد على أن »كل ثقافة تتعمم تفقد خصوصياتها«.
مرحلة الاستخلاص (الخاتمة)
التوقف عند الموقف الذي يرفض العولمة أو الموقف الذي يرحّب بها أو ابراز موقف يُميّز بين العولمة وبين الكونيّة باعتبار أنه يُميّز بين ضياع وتلاشي الخصوصيات وبين الانغلاق والرفض.
ـ اقتراح موقف الحوار والتسامح والتحاور كبديل عن السقوط في التماثل أو الرفض والاقصاء.
ـ التأكيد على أنّ الانسانيّة جسما واحدًا تدخل ضمن حضارة كونية واحدة كما يقول »بول ريكور«.
❊ ملاحظات:
ـ ننبه أبناءنا التلاميذ الى ضرورة القيام بعمل تحضيري للمحاولة / المقال الفلسفي فهو أساسي قبل التخطيط.
ـ الاستفادة من مهارة المفهمة ضروري.
ـ تقديم حجج على كلّ أطروحة تقدّم.
ـ ابراز الجانب المنطقي في كلّ عنصر وفي كلّ ما يُقدمونه من عناصر المحاولة.










التدرب على أشكلة موضوع سؤال
المقدمة :
إيمانا منا بأن تحصيل الذات المفكرة للمعارف لا يستقيم إلا باكتساب مقومات التفكير المنهجي دعتنا الوثيقة التي أعدتها وزارة التربية سنة 1999 تحت عنوان «التدريب على كتابة المقال الفلسفي « على ضرورة: «تجنب تقديم دروس نظرية صرف في المنهجية و الاعتماد على جعل حصة المنهجية حصة عمل تطبيقي قصد» انجاز مهام تؤدي إلى تحقيق مقصد مركزي يمكن صياغته كما يلي: « أن يصبح المتعلم قادرا على كتابة مقال فلسفي بأقل ما يمكن من الأخطاء و بأكثر ما يمكن من العمق و الدقة و الوضوح.
و حتى ننجح في تحقيق الهدف من مثل هذه الحصص كان من الضروري العمل في نظام ورشات ومجموعات يطلب إليها الاشتغال على مهام جزئية تسمى مهارات نحرص على أن تكون متكاملة تهدف إلى إنجاز عمل موحد و متكامل نسميه المقال الفلسفي .
غير أن الاستجابة لمثل هذا المطلب قد لا يتجلى بوضوح كاف في اغلب المؤلفات التي صدرت بعد هذا التاريخ و التي تقدم نفسها على أنها «وثائق منهجية» إذ تنزلق في الاسترسال في تكرار وصايا أو مواقف نظرية جاهزة حول المنهج إن لم تكن أصلا حصيلة مجهود صاحبها الذاتي و الشخصي حيث أننا لا نملك للأسف مرجعا نظريا موحدا نلجأ إليه مع اختلاف هذه التجارب وهو في اعتقادي ما يعقد على التلميذ أمام تنوع هذه الوثائق الموازية الاسترشاد و الاهتداء إلى ما يجب أن يكون في حصة المنهج وما يجب أن يقول أو يكتب في مقال فلسفي.
إلا أني اعتقد أن الوثيقة التي أصدرتها وزارة التربية قد تمثلت بوضوح وحددت الهدف المطلوب من تدريس حصص المنهج وإنها قد تمثلت بوضوح روح الوثيقة الفرنسية التي أصدرتها مؤسسة مانيارد سنة 1994 بمعونة ثلة من أساتذة الفلسفة في فرنسا ووضعت لها عنوان: «الفلسفة ـ الأقسام النهائية ـ جذاذة تمارين».
(Philosophie - terminales : fichier d'exercices .édition :MAGNARD-lycées 1994 dépôt légal: juin 1997 n .éditeur 97/2010 .
هذه الوثيقة تأخذ شكل كراس تمارين تقسم العمل المنهجي إلى مهارات جزئية تقدم في شكل جذاذات عمل توجه بأسئلة وتضبط بهدف تنقاد الأسئلة إلى تحقيقه في أخر العمل وهو ما يمكن ترجمته إلى ممارسة منهجية تطبيقية في حصص المنهج التي نخصص لها ساعة واحدة من كل أسبوع مع قسم الآداب .
لذا عملت على هذه الوثيقة ترجمة وتصرفا في بعض التمارين و باشرت بنفسي تنفيذها و لمست مدى نجاعة ما تقدمه.
من بين أهم المهارات المنهجية التي ندعى إلى تدريب التلميذ عليها نذكر :
* الأشكلة : التدريب على الانتقال من السؤال إلى الإشكال.
الأشكلة :
سأعتمد نموذج للمران المنهجي : التدرب على الأشكلة أو الانتقال من السؤال إلى الإشكال .
غالبا ما يتجه جهد التلميذ إن تعلق الأمر بسؤال إلى البحث عن جواب يعتقد انه ممكن أو إن السؤال يفضي إليه ضرورة و ينسى أن الأمر يتعلق هنا «بمشكل فلسفي» لا بمجرد سؤال عادي .
- وهنا نطرح الأسئلة التالية :
- هل السؤال في ذاته مشكلا ؟
- ما الفرق بين السؤال والإشكال ؟
- وكيف لنا أن نحول السؤال إلى إشكال ؟
و حتى نستطيع الجواب عن هذه الأسئلة، يجب أن ننجز جملة من العمليات الفكرية، هي بمثابة مسوّدات عمل، تقوم على
* تفكيك معاني الموضوع : لإظهار ما استشكل منها.
* فهم ما تفترضه صيغة الموضوع :من اجل كشف ضمنيات السؤال.
* من أجل الاقتدار على تبيّن أطروحة الموضوع ونقيض الأطروحة .
* دون أن ننسى في الأخير العمل على تمثل رهان المشكل. (الخطورة النظرية والعملية التي يفترضها السؤال.
السؤال المقترح:
هل لا تكون القيم أخلاقية بحق إلا متى كانت مطلقة ؟
تفكيك معاني الموضوع :
هل لا... إلا ...: هذا السؤال هو سؤال الشرط ستلزم حدين يشترط الواحد منهما الأخر ضرورة الشرط وجواب الشرط.
القيم الأخلاقية : القيم جمع قيمة، وهي ما يكون به الشيء ذا ثمن أو فائدة، يقول المثل العربي: قيمة كل امرئ ما يحسنه.وتشير القيمة إلى الخصلة الحميدة والخلة الشريفة التي تحض الإنسان على الاتصاف بها كحرصه على اقتناء الأشياء ذات القيمة الثمينة والاحتفاظ بها، والقيمة ثمن الشيء الذي يقوم مقامه. والشيء القيّم الذي له قيمة عظيمة مبالغة، وأصله قويم على رأي الفراء.
وهي عند بعض الفلاسفة حكم يصدره الإنسان على الأشياء وينبع منه الاعتراض والاحتجاج على الوجود كما هو قائم ومفروض لتحويل هذا الوجود وفق ما ينبغي أن يكون.
تبعًا لهذا الأصل اللغوي فإن القيم هي تلك المبادئ الخلقية التي تمتدح وتستحسن وتذم مخالفتها وتستهجن، وباختصار فهي تلك السجايا الكامنة في النفس، وهي أيضًا المظهر الخارجي لتلك السجايا.
الأخلاق : جمع خلق وتعني في الاشتقاق اللغوي حسب «جميل صاليبا» العادة والسجية والطبع والمروءة والدين وعند القدماء ملكة تصدر بها الأفعال عن النفس من غير تقدم روية وفكر وتكلف .فغير الراسخ من صفات النفس لا يكون خلقا كغضب الحكيم وكذلك الراسخ الذي تصدر عنه الافعال بعسر وتامل كالبخيل اذا حاول الكرم ويطلق لفظ الاخلاق على جميع الافعال الصادرة عن النفس محمودة كانت او مذمومة؟. من معجم صاليبا ج 1 ص 49 .
و الخلق يدل على الصفات الطبيعية في خلقة الإنسان الفطرية على هيئة مستقيمة متناسقة . تدل الأخلاق أيضاً على الصفات التي اكتسبت وأصبحت كأنها خلقت مع طبيعته . اصطلاحاً : عرفه ابن مسكويه بأنه : (حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية ، وهذه الحال تنقسم إلى قسمين منها ما يكون طبعياً من أصل المزاج ، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو غضب ، ويهيج من أقل سبب ... ومنها ما يكون مستفاداً بالعادة والتدريب ، وربما كان مبدؤه بالروية والفكر ثم يستمر عليه أولاً فأولاً حتى يصير ملكة وخلقاً) ويعرفها لالاند في معجمه «الاخلاق هي مجموع قواعد السلوك مأخوذة من حيث هي غير مشروطة «Ensemble des règles de conduite tenues pour inconditionnellement valablesب «LALANDE . p655.
الحقة : أو الحقيقية ما يتطابق مع جوهر الشيء وماهيته وحقيقة القيم الخلقية هنا كما يعلنها نص الموضوع في بلوغ المطلق او تطابق القيم مع المطلق .
المطلق: «المُطلَق» في المعجم الفلسفي (هو عكس النسبي) ويعني «التام» أو «الكامل» المتعري عن كل قيد أو حصر أو استثناء أو شرط، والخالص من كل تعيُّن أو تحديد، الموجود في ذاته وبذاته، واجب الوجود المتجاوز للزمان والمكان حتى إن تجلى فيهما .»المُطلَق» في المعجم الفلسفي (هو عكس النسبي) ويعني «التام» أو «الكامل» المتعري عن كل قيد أو حصر أو استثناء أو شرط، والخالص من كل تعيُّن أو تحديد، الموجود في ذاته وبذاته، واجب الوجود المتجاوز للزمان والمكان حتى إن تجلى فيهما.
والمطلق يعرفه لالاند بأنه: «ما في الفكر كما في الواقع لا يحتاج لغير ذاته يتقوم به»
ce qui dans la pensée comme dans la réalité ne dépend «
d'aucune autre chose et porte en soi-même sa raison d'êtreب
LALANDE .p 5 :
والمطلق عادةً يتسم بالثبات والعالمية، فهو لا يرتبط بأرض معيَّنة ولا بشعب معيَّن ولا بظروف أو ملابسات معيَّنة. والمُطلَق مرادف للقَبْليّ، والحقائق المطلقة هي الحقائق القَبْلية التي لا يستمدها العقل من الإحساس والتجربة بل يستمدها من المبدأ الأول وهو أساسها النهائي. ويمكن وصف الإله الواحد المتجاوز بأنه «المُطلَق»، ويشـار إليه أحياناً بأنه «المدلول المتجـاوز»، أي أنه المدلول الذي لا يمكن أن يُنسَـب لغيره فهو يتجاوز كل شـيء. وقد عرَّف هيجل المُطلَق بأنه «الروح» (بالألمانية: جايست Geist ويُقال «روح العصر» أي جوهر العصر ومطلقه) و»روح الأمة» (جوهرها ومطلقها). وتَحقُّق المطلق في التاريخ هو اتحاد الأضداد والانسجام بينها، والحقيقة المطلقة هي النقطة التي تتلاقى عندها كل الأضداد وفروع المعرفة جميعاً من علم ودين، وهي النقطة التي يتداخل فيها المقدَّس والزمني فهي وحدة وجود كاملة.
والمطلق في الأخـلاق يعني أن معايير القيم - أخلاقيةً كانـت أم جماليةً - مطلقةٌ موضوعيةٌ خالدةٌ متجاوزةٌ للزمان والمكان، ومن ثم يمكن إصدار أحكام أخلاقية. أما في السياسة، فهي تعني سيادة الحاكم أو الدولة بغير قيد ولا شرط. والدولة المطلقة هي الدولة التي لا تُنسب أحكامها إلى غيرها فمصلحتها مطلقة وإرادتها مطلقة وسيادتها مطلقة.
***
فهم أول للموضوع :
ما الذي يفترضه الموضوع ؟
النظر في شروط العلاقة بين الأخلاق الحقة والمطلق .
وهذا يستلزم :
ـ أن نقف عند معنى القيم الأخلاقية ومعنى حقيقتها .
- أن نقف عند معنى المطلق .
- أن نفهم علاقة القيم (الحقيقية) بالمطلق من جهة ما هي علاقة شرطية.
فهم ثان للموضوع :
ما دواعي طرح المشكل ؟
يذهب الفلاسفة في تناول المسالة الخلقية إلى التأسيس للمسالة لا الدعوة لها والتأسيس يستلزم اتخاذ موقف نقدي من الممارسة الخلقية السائدة .ويعتقد كل فيلسوف يريد التأسيس للأخلاق إلى معانقة المطلق في نظره للقيم الخلقية سواء أكان هذا المطلق عقلي كما يتصوره كانط أو فطري كما تصوره روسو أو ذاتي كما تصوره برغسون أو فردي كما تصوره نيتشه ...وعليه فإن أي محاولة نظرية للأخلاق هي محاولة نحو تصور المطلق في القيم مهما كان الأساس الذي نتصوره لهذا المطلق .
ملاحظة :ضرورة الانتباه هنا إلى أن فكرة المطلق تقودنا إلى الغايات إلى الميتافيزيقا إلى البحث في الأسباب الأولى حسب التعريف الأرسطي للفلسفة الأولى (الميتافيزيقا) «العلم بالمبادئ والأسباب الأولى.
ومن ثم فإن البحث في شروط العلاقة بين القيم والمطلق هو مبحث في وجاهة التشريع لفكرة التأسيس الغائي أو البحث في ما يجعل من القيم الأخلاقية قيما أبدية دائمة يشرع لها فلسفيا.
***
فهم ثالث للموضوع :
وفيه نستثمر ما توصلنا إليه في القراءتين السابقتين لنستخلص مشكل الموضوع فما هو مشكل الموضوع إذن على ضوء ما تقدم من فهمنا للموضوع ؟
يستلزم طرح المشكل عناصر قارة لا بد منها ليكون سؤال الموضوع حجاجيا:
- نسأل عن نواة الإشكال .
- نسأل عن الأطروحة ونقيض الأطروحة .
- ننسّب الأطروحة .
- نسأل عن رهان المشكل .
أ / السؤال عن نواة المشكل :
نواة المشكل هنا السؤال عن القيم من جهة وضعيتها أي من جهة كونها قيما وضعية يرغب الإنسان بتأسيسها .عبارة «تكون» هنا تحيل على معنى الرغبة في التأسيس لا على القيم من جهة كونها كائنة فعلا . (القيم التي نؤسسها لا تلك التي ندعو لها .
لذا سيكون سؤالنا هنا:
ما القيم التي نرغب بتأسيسها ؟
ب/ السؤال عن الأطروحة ونقيض الأطروحة:
ويتمثل هنا في رصد العلاقة بين تأسيس قيم حقيقية وبين توقها للمطلق وذلك من جهة تمثل الشروط الضرورية للعلاقة ؟
لذا سيكون سؤالنا هنا:
وكيف تكون هذه القيم قيما بحق: هل متى كانت مطلقة أم نسبية ؟
ج/ السؤال عن تنسيب الأطروحة :
ويتمثل بإبراز أن الموقف الذي نتخذه من المسألة يظل موقفا نسبيا قابلا للمراجعة .
ويكون السؤال هنا :
وإذا سلمنا بأن هذه القيم لا تكون إلا مطلقة فهل لا تتحول هذه القيم بذلك إلى قيم ملزمة للإرادة ؟
د/ السؤال عن الرهان:
ويتمثل في استشراف غاية أو مقصد نظري أو عملي يراهن عليه الموضوع. (لأن الرّهان كما قلنا هو تمثل الخطورة النظرية أو العملية من طرح المشكل فهو ليس نتيجة بل غاية أو مقصد أبعد لحل المشكل.
ويكون سؤالنا هنا :
أليست القيم- بما هي قواعد سلوك غير مشروطة - تستهدف الإنساني في ذاته من جهة ما هو إجلاء للكوني؟
وعندها فإن :
طرح الإشكالية يكون بالشكل التالي :
ـ ما القيم التي نرغب بتأسيسها ؟
ـ وكيف تكون هذه القيم قيما بحق: هل متى كانت مطلقة أم نسبية ؟
ـ وإذا سلمنا بأن هذه القيم لا تكون إلا مطلقة فهل لا تتحول هذه القيم بذلك إلى قيم ملزمة للإرادة ؟
ـ أليست القيم- بما هي قواعد سلوك غير مشروطة - تستهدف الإنساني في ذاته من جهة ما هو إجلاء للكوني؟


















منهجية كتابة نص فلسفي
المقدمة:
من المسلمات التي صارت منازعتها لا تخطر على بال أن مفهوم (مثلا الغير) احتل مكانة مرموقة في تاريخ الفلسفة حيث انكب الفلاسفة والمفكرين على دراسته كل من زاويته الخاصة مما أدى إلى وجود تعارض و اختلاف بين مواقفهم و تصوراتهم و النص الماثل بين ناظرنا يندرج ضمن نفس السياق /المفهوم إذ يسلط الضوء على مسألة (………..) ومن هنا بإمكاننا بسط الإشكال التالي : هل................أم....................؟
و منه بمقدورنا إيراد الأسئلة التالية: بأي معنى يمكن القول.....................والى أي حد يمكن اعتبار........................
العرض:
من خلال قراءتنا للنص يتضح انه ينبني على أطروحة أساسية مضمونها............................(ثلاث أسطر على الأقل)
حيث يستهل صائغ النص نصه (بتأكيد أو نفي أو استخدام الأساليب الحجاجية و الروابط المنطقية )..........................
و قد استثمر منشئ النص جملة من المفاهيم الفلسفية أهمها............................................. ..............................
و في خضم الاشتغال على النص ثم الوقوف على مجموعة من الأساليب الحجاجية و الروابط المنطقية أبرزها.............
تكمن قيمة و أهمية الأطروحة التي تبناها صاحب النص في................................................ .........................
(و لتأيد أو تدعيم أو لتأكيد) موقف صاحب النص نستحضر تصور .................................................. .............
(وعلى النقيض أو خلاف أو في مقابل) موقف صائغ النص يمكن استحضار تصور..............................................
(للتوفيق أو كموقف موفق) بين المواقف المتعارضة السالفة الذكر بمقدورنا إيراد تصور......................................
خاتمة:
يتبين مما سلف أن إشكالية الشخص بين الضرورة و الحرية أفرزت موقفين متعارضين فاذا كان صاحب النص و مؤيده (فيلسوف أو عالم أو مفكر) قد أكد على أن.......................فان معارضهما(فيلسوف أو عالم أو مفكر) قد خالفهم الرأي حيث أقر........................................
أما فيما يتعلق بموقفي الشخصي فإنني أضم صوتي إلى ما دهب إليه من...............................
بعض الصيغ لاستخدامها للمنهجية
الإطار الإشكالي(المقدمة):
الاستهلال:
مما لا يختلف فيه البيان أن............................................
من المسلمات التي صارت منازعتها................................
لا تخطر على بال كون ...............................................
مما لا شك فيه أن .................................................. ...
مما يستحق الذكر أن ..................................................
من المعلوم أن .................................................. ........
السياق العام:
و النص الماثل بين ناظرينا ينضوي ضمن المفهوم .....................................
والنص قيد التحليل يندرج ضمن نفس المفهوم ............................................
و النص الدي بين أيدينا يتأطر ضمن نفس المفهوم ......................................
السياق الخاص:
اذ يسلط الضوء على مسألة ............................................
حيث يعالج مسألة .................................................. ......
و يتطرق الموضوع .................................................. ..
اذ يتناول قضية .................................................. ........
الإشكال العام:
و من هنا بمقدورنا بسط الإشكال التالي هل................... أم ...........................
لذى يجدر بنا طرح الإشكال التالي هل .....................أم ..............................
و في هذا الإطار بمقدورنا وضع الأشكال التالي هل ..........................أم ........................
الأسئلة الفرعية:
و أخيرا ...............................
و منه تنبثق الاستفهامات الجزئية الآتية .............................. ثم ................................ وأخيرا .....................
و بالإضافة إلى هدا الإشكال تنتظم الأسئلة الفرعية التالية ............................ ثم ............................ وأخير........
كما باستطاعتنا بسط الأسئلة التالية ........................ ثم ................................ وأخيرا ........................
الإطار الإشكالي (العرض):
التحليل:
تحديد الأطروحة
ينبني النص على أطروحة مركزية مفادها أن.................................
من خلال قراءتنا للنص يتضح انه ينبني على أطروحة أساسية مضمونها أن............................
يتضمن النص فكرة عامة مبناها.....................................
يتمحور النص حول أطروحة مركزية مغزاها..................................
تحديد الأفكار والأساليب الحجاجية والروابط المنطقية
حيث يستهل صائغ النص نصه ب...................................
يبدأ كاتب النص نصه ب.................................
إذ يفتتح صاحب النص نصه هذا ب...................................
تحديد المفاهيم
- يتضح من خلال النص انه يحتوي على جملة من المفاهيم الفلسفية من قبيل.....................................
- لقد وظف صائغ النص لبناء نصه مجموعة مهمة من المفاهيم و المصطلحات الفلسفة يمكننا إيرادها كالتالي............
تحديد الأساليب الحجاجية
- في خضم الاشتغال على النص ثم الوقوف على مجموعة من الأساليب الحجاجية والروابط المنطقية أبرزها..............
- ولتدعيم موقفه هدا استخدم منشئ النص جملة من الأساليب الحجاجية والروابط المنطقية وقد جاءت في النص كالتالي..
- وبغية إقناعنا بطرحه اعتمد صائغ النص ثلة من الأساليب الحجاجية والروابط المنطقية من أهمها .......................
تحديد قيمة أطروحة النص
- تتمظهر القيمة الفلسفية للأطروحة المركزية للنص من خلال....................................
- تتجلى قيمة أطروحة النص في كونها.........................................
- تكمن قيمة وأهمية الأطروحة التي تبناها صاحب النص في..................................
المناقشة
المناقشة بالتأكيد
- ولتأييد موقف صاحب النص نستحضر تصور...................................
- و لتدعيم موقف صاحب النص يمكننا إيراد.......................................
- و لتأكيد تصور صاحب النص بمقدورنا تقديم موقف
- وفي نفس المنحنى تنتظم أطروحة..........................................
- و في نفس الاتجاه يرى............................................... ........................
المناقشة بالاعتراض
- و على خلاف تصور صاحب النص ومؤيدوه نجد طرح...........................................
- و على النقيض من الطرح الوارد في النص ينتظم موقف.........................................
- و على العكس من تصور منشئ النص يمكننا إيراد موقف............................................
المناقشة بالتوفيق
- للتوفيق بين الطرح الذي تبناه صاحب النص مؤيدوه من جهة وبين الطرح الذي تبناه معارضه من جهة ثانية باستطاعتنا تقديم تصور........................................
- وكموقف موفق بين المواقف المتعارضة السالفة الذكر بمقدورنا إيراد تصور..............................................
الاستنتاج و التركيب(الخاتمة):
صياغة خلاصة تركيبية موجزة
- يتضح مما تقدم أن إشكالية...............................
- يتبين مما سلف أن قضية..................................
- خلاصة القول أن موضوع..................................
- جملة الكلام أن مسالة.......................................
- نستخلص مما سبق أن إشكالية....................................

هناك 3 تعليقات: