السبت، 23 أكتوبر 2010

جدلية الانية الانسانية بين الوعي واللاوعي

*) تصدع الانية الانسانية ومخاطر الوجود مع الغير

*) جدلية الانية الانسانية بين الوعي واللاوعي

النص/ السند: الرّجة بول ريكور
اللحظات المنطقية لتفكير الكاتب او مسار تفكيره:
إن اللقاء بالتحليل النفسي يرج رجة هائلة من تكون في الفينومينولوجيا والفلسفة الوجودية وفي سياق التجديد في الدراسات الهيغلية وفي البحوث ذات المنحى اللغوي . إذ لا يتعلق الأمر بالمساس بهذا الموضوع أو ذاك من مواضيع التفكير الفلسفي وإعادة النظر فيها، بل إن كل المشروع الفلسفي هو المستهدف في ذلك . فالفيلسوف المعاصر يلتقي بفرويد غير بعيد عن نيتشه ولا عن ماركس ، فيقف ثلاثتهم أمامه أقطاب الظنة وكاشفي الأقنعة. وينشأ مشكل جديد وهو مشكل زيف الوعي ومشكل الوعي باعتباره زيفا. ولا يمكن أن يظل هذا المشكل مشكلا مخصوصا من بين مشاكل أخرى إذ أن ما ينبغي إعادة النظر فيه بوجه عام وجذري إنما هو ما يبدو لنا، نحن معشر فلاسفة الفينومينولوجيا، مجال كل دلالة، وأساسها، بل أصلها، وأعني الوعي . وينبغي أن يبدو لنا ما كان أساسا، في معنى ما، حكما مسبقا، في معنى آخر، هو الحكم المسبق للوعي .

=) اللقاء بالتحليل النفسي واثره على الفينومينولوجيا والوجودية والدراسات الهيغلية والبحوث اللغوية
=) الرجة في صلب الانية الإنسانية نتيجة نشأة مشكل جديد وهو زيف الوعي

وهذا الوضع شبيه بوضع أفلاطون في كتابه : ( السفسطائي )، فقد بدأ برمينيديا ، مدافعا عن ثبات الوجود، غير أنه اضطر، بعد ذلك ، بسبب لغز الخطأ والظن الخاطئ ، لا فقط إلى الإقرار باللاوجود باعتباره واحدا من " الأجناس الكبرى " فحسب بل وخاصة إلى التصريح بأن " مسألة الوجود غامضة غموض مسألة اللاّوجود " ؛ إن المرء ليضطر إلى الاكتفاء بمثل هذا الإقرار فيقول : " إن مسألة الوعي غامضة غموض مسألة اللاوعي ".

=)المماثلة بين مسالة الوجود واللاوجود في الفلسفة القديمة مع افلاطون بالتحديد ومسالة الوعي واللاوعي في الفلسفة المعاصرة مع الفينومينولوجيا بالتحديد
=) غموض الانية الانسانية من غموض مسالة الوعي وغموض مسالة اللاوعي

إنما هذا النفس المشوب بالظّنة إزاء ادعاء الوعي معرفة ذاته منذ البدء هو باب الفيلسوف ، يدخل منه ، لينضم إلى الأطباء النفسيين والمحللين النفسيين . فإذا كان لزاما علينا، آخر الأمر، أن نسلم بتلازم الوعي واللاوعي ، وجب قبل ذلك اجتياز صحراء الإقرار المزدوج : " لا أفهم اللاوعي انطلاقا مما أعرف عن الوعي ، و لا حتى مما قبل الوعي " . ثم مباشرة : " ما عدت قادرا حتى على فهم الوعي " تلك هي المزية الكبرى لما هو الأبعد في مناهضة الفلسفة وما هو الأبعد في مناهضة الفينومينولوجيا لدى فرويد، وأعني وجهة النظر الموضعية و الإقتصادية مطبقة على مجموع نشاط الجهاز النفسي ، كما يبدو لنا في مقاله الشهير المتعلق بالميتابسيكولوجيا وقد خصصه للحديث عن اللاوعي .

=) التسليم بتلازم الوعي واللاوعي وهو مكون من مكونات اطروحة الكاتب ( طرافة او اضافة الكاتب مقارنة بتقليد فلسفي وتقليد علمي في تحديد الانية الإنسانية اما انطلاقا من الوعي او انطلاقا من اللاوعي

و لا يمكن أن نتبين مسائل تغدو فينومينولوجية من نوع : كيف علي أن أعيد التفكير في مفهوم الوعي وأعيد صياغته حتى يغدو اللاوعي الأخر بالنسبة إليه ، وحتى يكون الوعي متسعا للأخر الذي ندعوه هنا اللاوعي ، إلا انطلاقا من هذه الحيرة الفينومينولوجية المقضة.

=) السؤال الاول ومراجعة الوعي

أما السؤال الثاني فهو : كيف يمكن ، من جهة أخرى، أن ننقد - نقدا بالمعنى الكانطي - أي التفكير في شروط الصلاحية وفي حدود ها أيضا - ما يتعلق " بالنماذج " التي على المحلل النفسي أن بقيمها وجوبا إذا ما رام البرهنة على اللاوعي ؟ وهذا ما يجعل إنشاء إيبستمولوجيا التحليل النفسي مهمة متأكدة إذ ليس بوسعنا الاكتفاء بالتمييز بين المنهج والمذهب ، كما كان عليه الأمر منذ عشرين سنة، فنحن نعلم اليوم أن " النظرية " في العلوم الإنسانية، ليست إضافة عارضة لأنها " جزء من تركيب " الموضوع نفسه ، بل هي " مكونه الأساسي ". فلا ينفصل اللاوعي بما هو واقع عن النموذج الموضعي و النموذج الطاقي و النموذج الإقتصادي ، وهي النماذج التي تحكم النظرية. " فما وراء علم النفس "، إذا ما استعرنا عبارة فرويد نفسه ، هو المذهب ، إن شئنا، غير أنه المذهب بما هو قادر على أن يجعل إنشاء الموضوع ممكنا. فالمذهب هنا هو المنهج .

=) السؤال الثاني ومراجعة اللاوعي

و السؤال الثالث ، بعد مراجعة مفهوم الوعي التي فرضها علم اللاوعي ، وبعد نقد " نماذج " اللاوعي ، يدور على النظر في إمكانية قيام أنثروبولوجيا فلسفية قادرة على الاضطلاع بجدلية الوعي و اللاوعي . وفي إطار أية رؤية للعالم و للإنسان يمكن تصور هذا الأمر ؟ وما عسى الإنسان حتى يكون مسؤولا عن التفكير تفكيرا سليما وقادرا على الجنون في آن واحد ؟ وحتى يكون مجبرا، بما فيه من إنسانية، على مزيد الوعي وقادرا على أن يندرج في سياق موضعي وفي سياق إقتصادي، من حيث أن " شيئا ما يحركه " فأية نظرة جديدة لهشاشة الإنسان - بل للمفارقة القائمة بين المسؤولية و الهشاشة - يقتضيها فكر ارتضى أن ينزاح عن مركزية الوعي بالتفكير في اللاوعي ؟

=) السؤال الثالث ومراجعة الانية الانسانية

بول ريكور سجل التاويلات
التحليل:

1)اللقاء بالتحليل النفسي وأثره على الفينومينولوجيا والوجودية والدراسات الهيغلية والبحوث اللغوية

الرجة /اعادة النظر / اعادة النظر بوجه عام وجذري/نشاة مشكل جديد / زيف ../ ما كان اساسا اصبح حكما مسبقا/ وضع اشيه بالعلاقة بين افلاطون والسفسطائي وحضور الغموض/ وجوب التسليم بعد اجتياز صحراء( دلالة الصحراء المتاهة والتيه واللامحدود والامتداد والغموض والصبر ...)
=) هذا النص مسكون بهاجس النقد والنفي او السلب ومطلب التاسيس ويسلم بانجازات فلسفية وعلمية تمثل ارضية لمطلبه فلولا انجازات فلسفة الوعي وانجازات العلم لما كانت هذه الحيرة الفلسفية / الفينومينولوجية المقضة

=)المسلمات الاقرار بعلمية هذا العلم والانطلاق منه لبناء فلسفة جديدة =) العلاقة الوطيدة بين الفلسفة والعلم وهي علاقة تاريخية =) كلما كانت هناك تطورات علمية كلما كانت هناك تطورات فلسفية في النظرة الى الانسان والمعرفة والقيم
*) نقطة التقاء الفينومينولوجيا والوجودية والدراسات الهيغلية والبحوث اللغوية :حقيقة الوعي =) تاسيس الانية الانسانية على هذا المفهوم مهما كانت المناهج المستخدمة والخاصة بكل فيلسوف
*) نقطة التقاء فرويد ونيتشة وماركس او اقطاب الظنة وكاشفي الاقنعة : زيف الوعي

عندما تؤسس الفينومينولوجيا المعرفة والوجود والقيم والمقاصد والمعنى على مفهوم الجسد الخاص او الذات المتجسدة / الوعي المتجسد/ الكوجيتو المتجسد حيث يكون الفعل بنية قصديّة تعكس الانصهار التام بين النفسي والجسدي و عندما تعتبر الوجوديّة ان خصوصية كينونة الانسان تستمد من حيث انه يدرك عن وعي من هو ومن سيكون وماذا يريد ان يكون فالانية الانسانية بما هي مشروع تتاسس على الحرية والارادة والمسؤولية أي عندما يتمسك سارتر مثلا بالذاتية في مواجهة كل محاولات اعلان نهايتها ( ليست الذاتية الميتافيزيقية الديكارتية وانما ذاتية توجد في وضعيات اجتماعية وتاريخية تشدها للاخرين في مقابل ذلك يقوم التحليل النفسي باكتشاف كوجيتو جريح حيث الانا المسكين محاصرا بقوى هي اسياد قساة فتنتزع منه السيادة وتستحيل مهمته مقتصرة على ادارة الصراع بين دوافع الهو وممنوعات الانا الاعلى وهو ما يؤدي الى كبت الرغبات التي تشكل مضمون اللاشعور/اللاوعي فلا سبيل اذن الا الى اعتبار ان الانا لم يعد سيدا في بيته أي اعلان ثورة بسيكلوجية على كل التصورات التقليدية للانية الانسانية التي تاسست على الوعي وانشاء تصور علمي جديد للانية الانسانية يؤسسها على اللاشعور
و هنا، يلتقي فرويد مع ما يسمّيهم ريكور بفلاسفة الظنّة أو كاشفي الأقنعة: نيتشه و ماركس.
نيتشه يدعو، في مجال الفلسفة، إلى التّعامل مع الأفكار و الحقائق و القيم الدّينيّة و الأخلاقيّة لا بما هي تعبّير عن جوهر فكري بل بما هي تعبير على إرادة جسديّة. و هذه الإرادة، إما أن تكون إرادة قويّة تنادي بقيم الانتصار للجسد و للحياة و للصّيرورة أي قيم الاسياد و إما أن تكون إرادة ضعيفة و منحطّة تعلي من قيم الرّحمة و التّعاطف و التّسامح و التّنسّك و الشّفقة إلى غير ذلك من قيم العبيد.
الفلسفة، هنا، جنيالوجيا تدع سطح الوعي الظّاهر و تهتمّ بالتّفتيش في الأصل لأجل تقييمه. " فأن نتفلسف و في أيدينا مطرقة، كما يقول نيتشه، يعني أن ننصت إلى أنين الجسد ".
ماركس ذاته، في كتاباته، يتخلّى عن مبدأ أولويّة الوعي، و يقرّ بأسبقيّة الوجود الاجتماعي على الوعي. فهذا الأخير، من حيث هو نتاج اجتماعي ( فنّ، أسطورة، دين، حقوق، علم الخ...)، ليس أساسا و لا مصدرا و لا أصلا يمكّن من تحديد الواقع التّاريخي والاجتماعي فليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم.
يلتقي فرويد، في مجال التّحليل النّفسي، مع هذا التّقليد الفلسفي، الذّي يمثّله نيتشه و ماركس، و ذلك في إطار التّوجّه نحو التّخلّي عن مفهوم الوعي واستبداله بمفهوم اللاوعي.


*) اللقاء بين أقطاب الظنة وفلاسفة الوعي ، اللقاء بين الوعي كحقيقة والوعي كزيف ، بين موقف يؤسس الانية على الوعي وموقف يقر بزيف الوعي في تحديد الانية ويستبدل مفهوم الوعي بمفهوم اللاوعي( فرويد)
=) هذا التناقض في تناول الانية الانسانية هو مبرر الحديث عن رجة لا تكمن في الخطاب الفرويدي الذي يؤسس للاّوعي ويستبعد الوعي من الانية الانسانية ( حضوره اكثر من غيابه) او الخطاب الديكارتي الذي يؤسس الوعي ويستبعد غيرية الجسد واللاوعي والعالم والتاريخ في تحديد الانية وانما تكمن في اللقاء بين هذه الخطابات المتناقضة حول الانية الانسانية=) ازمة الانية الانسانية = الرجة = الحيرة وهذا المازق لا يتعلق بالوعي فقط او باللاوعي فقط وانما ينشا من العلاقة بينهما =) بلغة اخرى اذا استمعنا الى كل هذه الخطابات ما الانية اللانسانية؟
ان تطورات العلوم الانسانية التي جعلت من" الانسان" موضوعا او ظاهرة قابلة للدراسة وما يستوجبه ذلك من فصل بين الذات والموضوع أدت الى القطع مع تصورات قبل علمية ( فلسفية ودينية ) وارساء تصورات علمية: من الانسان الجوهر الى الانسان البنية، من الذات الواعية الى بنية من العلاقات سواء كانت اقتصادية او لسانية او نفسية ، من الجواهر الى البنى ، من الميتافيزيقا الى العلم =) هذه التحولات العلمية استوجبت السؤال عن الانية الانسانية ومطلب انتروبولوجيا جديدة ليست من جنس الانتروبولوجيا الكانطية التي تتاسس على الوعي وانما انتروبولوجيا تستثمر انجازات العلم في مقاربة الانساني او الانية الانسانية واهم انجاز علمي في العصر الحديث هو اكتشاف اللاوعي ( مضامين جديدة لان المفهوم وجد في الفلسفة والادب) . ان اكتشاف اللاوعي مثل ثورة في مجال معرفة الانسان( كما مثل اكتشاف الكوجيتو ثورة في المعرفة والوجود ) وهذه الثورة البسيكولوجية تضاهي الثورة الكوبرنيكية والثورة الداروينية وهي ثورات مثلت اهانات لكبراء ونرجسية الانسان الذي توهم طيلة قرون من الزمن التعالي والسمو والسيادة والحال انه لم يعد سيدا حتى في بيته
=) الثورة البسيكولوجية هي ثورة ضد الثورة ، ثورة علمية ضد ثورة فلسفية وهي ثورة الكوجيتو ضد السكولاستيكية بما فيها من فلسفة ودين وعلم وخرافات واساطير
مسار هذه اللحظات الفكرية: بداية من القرن 17 وعي =) لاوعي =) مراجعة الوعي واللاوعي طلبا لكلي انساني على صعيد الانية الانسانية تنهض به انتروبولوجيا جديدة
2)المماثلة بين مسالة الوجود واللاوجود في الفلسفة القديمة مع افلاطون بالتحديد ومسالة الوعي واللاوعي في الفلسفة المعاصرة مع الفينومينولوجيا بالتحديد
يقوم الاستدلال بالمماثلة على بيان ان العلاقة الموجودة بين واقعتين يمكن نقلها من مجالها الى مجال العلاقة بين واقعتين اخريين وبشكل عام ورمزي يمكن القول ما يوجد بين ( أ ) و ( ب ) من تماثل في العلاقة يمكن نقله الى العلاقة ( ج ) و ( د ).=) ان علاقة كذا بكذا مماثلة الى كذا بكذا.

**)عناصر المماثلة في العلاقة الاولى ودلالتها:
*)وضع افلاطون في كتاب السفسطائي:
1) الاقرار بثبات الوجود
2) الإقرار باللاّوجود
3) التصريح بان مسالة الوجود غامضة غموض مسالة اللاوجود
السبب : الاضطرار نتيجة لغز الخطا والظن الخاطئ

**) عناصر المماثلة في العلاقة الثانية ودلالتها:
*) وضع من تكون في الفينومينولوجيا و يلتقي بالتحليل النفسي
1) الاقرار بالوعي
2) الاقرار باللاوعي
3) التصريح بان مسالة الوعي غامضة غموض مسالة اللاوعي
السبب : الاضطرار " ان الفرد ليضطر" نتيجة لغز الخطا والظن الخاطئ
=) كما بدا افلاطون برمينيديا يقر بثبات الوجود بدا الفينومينولوجي " ديكارتيا" يقر بثبات الوعي (( فكرة الثبات أي النقطة الثابتة التي يبحث عليها ديكارت والشئ الثابت( الانية تفيد الثبات) الذي يصمد امام الشك)) . كما ان احراجات السفسطائي اضطرت افلاطون الى اعادة النظر بوجه عام وجذري من الاقرار بالاوجود الى التصريح بغموض الوجود واللاوجود كذلك ان احراجات التحليل النفسي واقطاب الظنة عامة اضطرت الفينومينولوجي من الاقرار باللاوعي الى التصريح بغموض الوعي واللاوعي.
3) التسليم بتلازم الوعي واللاوعي
لا تناقض بين الوعي و اللاّوعي ، شرط أن نجتاز "صحراء الإقرار المزدوج :
- الإقرار الأوّل : "لا أفهم اللاّوعي انطلاقا ممّا أعرف عن الوعي - و لا حتى ما قبل الوعي- " أي الإقرار بقطيعة بين الوعي واللاّوعي .
- الإقرار الثاني : "ما عدت قادرا حتى على فهم الوعي" أي يصبح الوعي غامضا إذا انطلقنا من اللاّوعي .
بمعنى أنّ على الفيلسوف الفينومينولوجي الذي ينفي التناقض بين الوعي و اللاّوعي و يقرّ بالتلازم بينهما أن يجتاز القول بالقطيعة بينهما ، تلك القطيعة التي توحي بها وجهة نظر فرويد الموضعية و الاقتصادية
غير أنّ الإقرار بتلازم الوعي و اللاّوعي و اجتياز صحراء الإقرار المزدوج بالقطيعة بينهما لا يمكن أن يتحقّق بالنسبة إلى فيلسوف الوعي بصفة عامّة و بالنسبة إلى الفيلسوف الفينومينولوجي بصفة خاصّة إلاّ إذا اضطلع بالمراجعات التالية :
1) مراجعة مفهوم الوعي في علاقته باللاّوعي : كيف عليّ أن أعيد التفكير في مفهوم الوعي حتى يتّسع ليستوعب داخله الاَخر الذي هو اللاّوعي ؟ و بالفعل فإنّ ريكور لا ينظر إلى اللاّوعي على أنّه نقيض الوعي بل على أنّه الاَخر الذي بإمكان الوعي أن يتّسع فيستوعبه
2) مراجعة التصوّر الفرويدي للاّوعي : ما هي حقيقة اللاّوعي الفرويدي ؟ ما هي قيمة النماذج التي يعتمدها فرويد للبرهنة على وجود اللاّوعي ؟ هل يمكن أن نميّز بين المذهب و المنهج ؟ هل للاّوعي وجود فيزيائي حقيقي كما توحي بذلك النماذج الفرويدية أم أنّ "المنهج هنا هو المذهب" ؟ أي أنّ ريكور يتشكّك في التصوّر الواقعي الساذج للاّوعي تمهيدا للرّبط بين التحليل النفسي و الهرمينوطيقا
3) مراجعة التصوّر التقليدي لانية الانسانية : إلى أيّ مدى يمكن إنشاء أنتروبولوجيا جديدة تقوم على جدلية الوعي و اللاّوعي وتقرّ في الآن نفسه بهشاشة الإنسان و مسؤوليته ؟ (نتبيّن هذه الهشاشة من خلال النموذجين الموضعي و الطاقي) . في نظر ريكور لا تناقض بين التحليل النفسي و الحرية . يقول ريكور : " ما يريده فرويد هو أن يوسّع المريض مجال وعيه بامتلاك المعنى الذي كان غريبا عنه ، و أن يحيا بكيفية أفضل ، و أن يكون أكثر حرّية ، و إن أمكن أكثر سعادة"
المكاسب:
- مشكل الوعي (يمكن الحديث عن تصورات فلسفية وعلمية مختلفة حول الوعي) ومشكل اللاوعي يمكن الحديث عن تصورات فلسفية وعلمية مختلفة حول اللاوعي ) ومشكل اللقاء بينهما ( الرجة او الحيرة الفينومينولوجية المقضة )
- المراجعة النقدية للانية الانسانية بالاستناد الى انجازات فلسفية وعلمية وتجاوز العلاقة الصدامية بين الوعي واللاوعي
- جدلية الانية والغيرية اساسها جدلية الوعي واللاوعي وهي منظومة احداثية جديدة من اجل التعمق في فهم الكلي الانساني
- ان اساس الانساني بين الوحدة والكثرة لم يعد الوعي او اللاوعي وانما جدل الوعي واللاوعي وهو ما مثل نقطة تحول في مقاربة الانساني استثمارا للتناقضات التي تشق الانية الانسانية بفعل هذه الاكتشافات الفلسفية والعلمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق